يحظى التراث الحضاري المصري بأهمية بالغة خاصة في الأوساط الثقافية والعملية وذلك في ضوء ما يحتويه هذا التراث من ثروات فكرية وعلمية تعتبر هي الأساس في تواصل الحضارات الإنسانية لأكثر من سبعة آلاف عام ذلك الوقت الذي بدأ فيه الإنسان في تسجيل التراث .
والمتاحف هي الذاكرة الحية للتراث الحضاري بما تحتويه من مقتنيات من مختلف العصور والحقب التاريخية وتجئ الحضارة المصرية القديمة التي تمثل أكثر الحضارات ثراءا وتنوعاً عبر العصور ما قبل التاريخ إلى العصر الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي وحتى العصر الحديث .
وباعتبار تكنولوجيا المعلومات هي أحد الوسائل الفعالة لحفظ التراث وتسجيله فقد تم الاتفاق بين كل من وزارة الثقافة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لتنفيذ برنامج لتوثيق التراث المصري ضمن خطة قومية تهدف إلى تسجيل وحفظ هذا التراث ونشره .
ومن أهم مشروعات هذا البرنامج مشروع توثيق مقتنيات المتحف المصري بما يضمه من ثروات وكنوز هائلة حيث يعتبر المتحف المصري واحدا من أهم وأكبر المتاحف العالمية والذي يقصده العلماء والمفكرين والباحثين والسائحين وذلك للتنقيب عن الماضي ودراسته واستنشاق عبق التاريخ المصري القديم .
وبانتهاء التسجيل الآلي لبيانات مقتنيات المتحف المصري يكون قد تم التحول من النظام اليدوي إلى النظام الآلي للتوثيق مارا بمراحل مختلفة بدأت باستخدام الكاميرات الرقمية للتصوير التوثيقي فالمسح الضوئي ثم التسجيل على الحاسبات وتنتهي على شبكات الإنترنت وذلك من أجل توفير البيانات والمعلومات للعالم أجمع .
وتحتوي قاعدة بيانات المتحف المصري التي تم بناءها على البيانات الأساسية لكافة المحتويات التي تزيد عن 140 ألف قطعة قد أصبح للمتحف المصري الآن في كل قسم من أقسامه السبعة قاعدة بيانات إليه تسمح بأعمال البحث والاسترجاع والإضافة والجرد مما سيوفر للمتحف أوات متنوعة لتسجيل كافة تحركات كل قطعة أثرية بداخله أو عندما يتم إعارتها لجهة خارجية وقسم الحلي هو أحد الأقسام الهامة فهو يحتوي على 10355 قطعة حلي من أنواع مختلفة وتشكل الحلي الذهبية النسبة الكبرى من هذه المجموعة حيث يبلغ عددها 2786 قطعة .
و لزيادة نشر الوعي والمعرفة بالتراث الحضاري المصري يأتي إنتاج هذا الكتاب كأحد مخرجات قاعدة البيانات المصورة حيث تم اختيار مجموعة منتقاه من الحلي لتوضح مدي تقدم هذا الفن في مصر القديمة .

وجدت الحلي في كل الحضارات القديمة والحديثة وكان الغرض الأساسي منها هو
1 - التزين والزخرف ويرتديها الرجال والنساء على السواء لتدل على ثراء صاحبها وتجميل وتزيين صورته هو نفسه حيث نعرف أن العناية بالجمال والتزين جاءا للإنسان في فطرته .
2 - الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الانسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظة و تبعد عنه الشرور بل و توقف تأثير السحر ضدة مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة و بركة وحسن طالع وحظا سعيدا حسب
وقد لبس الإنسان الحلي منذ عصور ما قبل التاريخ حيث عثر على خرزات أو أساور وخواتم أو دلايات ذات أشكال بسيطة مصنوعة من الحجر وملونه أو من عظم أو عاج أو حتى من الطين وذلك في مقابر العصر الحجري الحديث في الفيوم وفي (مرمة بني سلامه ) وترجع إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد وفي حضارة البداري عثر على أكاليل للرأس أو أحزمة للوسط مصنوعة من الجلد وفي العمرة ظهر القيشاني واستعمل الذهب والنحاس في صناعة الحلي كما عثر على تمثال لسيدة تلبس خلخالا حول قدمها وكانت تماثيل الآلهة في المعابد تلبس الحلي أيضا وذلك أثناء عمل الطقوس ونعرف وذلك من مناظر الحلي التي كانت تنقش على جدران المعابد والمقابر والتوابيت وكان للحلي أسماء وقوائم وكان هناك تقليد لإهداء كبار الموظفين الحلي في الأعياد والمناسبات ويحدث ذلك من شرفة التجليات بالقصر الملكي أو بالمعبد كما كان هناك حلي تهدي مثل الأوسمة والنياشين لقواد الجيش وكبار الموظفين وهناك أيضا حلي توضع على الحيوانات لتزيينها وحراستها من النظرة الشريرة والحسد أو فقدها ولتباركها مثل الكلاب والقطط والبهائم والقرود .
- الغرض السحري أو الديني حيث أعتقد الإنسان أن بعض أنواع الحلي له قيمة سحرية تحفظه وتبعد عنه الشرور وتوقف تأثير السحر ضده مثل التمائم التي تعطي حاملها قوة وبركة وحسن طالع وحظا سعيدة حسب عقيدته التي يعتقدها ولذلك فان الحلي لها قوة التميمة السحرية .
وتطور لبس الحلي بعد ذلك حتى أصبحت تلبس كتميمة ودخلت فيها العناصر الزخرفية التي تظهر جمال من يرتديها واستمدت الحلي موادها وأشكالها من البيئة المصرية .
فكان هناك حلي للتزين في حياة اليومية وكتميمة للحراسة والحماية وكانت تصنع من الذهب وترصع بأحجار شبة كريمة وتزود بمشابك أو محابس أو بسلك ذهب أو خيوط رفيعة .

كما كان هناك أيضا حلي للتزين والحماية في العالم الآخر ولها أغراض سحرية لحماية من يلبسها في العالم الآخر وحماية جسده من كل الشرور وكانت تصنع من مواد غير ثمينة نوعا مثل الخشب المذهب والجص المذهب أو الحجر والقيشاني أو من العظم والعاج وحتى من الطين.
ومن الواضح أنه لم يكن من المستطاع لبس هذه الحلي في الحياة الدنيا لثقلها وسهولة كسرها ولعدم تناسبها وملاءمتها للحياة اليومية وكانت هذه الحلي توضع أو تثبت بخيط على الجثة وليس لها مشابك وفي بعض الأحيان يصعب تحديد نوع الحلي أن كان للأحياء أو كان للحياة الأخرى ولذلك فأنه يستعان بالرسوم الموجودة للحلي على توابيت عصر الدولة الوسطي حيث نجد أن ما رسم عليها كان بديلا عن الحلي الجنائزي الحقيقي والذي كان يرسم ليبقي أبدا مادام التابوت باقيا أو كان يرسم خوفا من سرقة الحلي الحقيقية أن كانت موجودة بالفعل .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...